الإيثار اصطلاحا :أن تُعطى غيرك رغم حاجتك لما أعطيت، ابتغاء مرضاة الله
الإيثار فى علم النفس
تعريفه
وهو
إحدى وسائل الدفاع النفسى اللاشعورية و التى تمنح الشخص اشباعا و ارتياحا
نفسيا ..و ذلك بتقديم مصلحة الآخرين على الذات ، و هو نقيض الأنانية
دوافع و بواعث الإيثار
1- دافع فطرى : مثل إيثار الأب لإبنه على نفسه
2-دافع إيمانى: طمعا فى الأجر و الثواب الكبير عند الله
هناك نظريتان لتفسير سلوك الإيثار الذى يتميز به البعض منا :
1- مصدر الايثار هو التعاطف مع الآخرين و الشعور بألمهم و تقدير معاناتهم
2- مصدر الايثار هو الرغبة فى التخلص من مشاعر غير مرغوب فيها .. كشعور الشخص بأنه أنانى مثلا
الإيثار كعلاج :
فالإيثار دواء و علاج لكثير من العلل النفسية و نواقص الذات ، فهو مفيد فى :
- تعويد النفس على الاهتمام بالغير و طرح اللامبالاة
- تدريب النفس على الصبر على النقائص و الحاجة
- تخليص النفس من قيود و أغلال الحسد و الحقد على الآخرين
- تحرير النفس من الخوف من المستقبل و الخوف من الفقر
- التخلص من صفة البخل و " شُح النفس "
- محبة الناس للشخص و التى تعود على الشخص بالارتياح النفسى و الطمأنينة
أنواع الإيثار فى الاسلام
الإيثار نوعان ، الأول مذموم (إيثار النفس) و الثانى محمود
الإيثار المذموم : و هو إيثار الدنيا على الآخرة ، و هو تفضيل و تقديم النفس على الغير فى أمور الدنيا من مال و مناصب وغيره ، و هو المعروف بــ"الأنانية" ...و اصحاب تلك الصفة المذمومة هم من أشار إليهم بقوله " الأثرة" فى الحديث " قال صلوات الله عليه وسلم "إنها ستكون بعدى "أثرة" و أمور تنكرونها ...) متفق عليه
و المراد بالأثرة (جمع آثر) أى : الإنفراد بالشىء دون أصحاب الحق ، و الاسئثار بالحقوق و الأموال و السلطة، فينفرد بها قوم دون قوم
و ايضا جاء ذكر الإيثار المذموم فى الآية الكريمة فى سورة الأعلى (بل تؤثرون الحياة الدنيا و الآخرة خير و أبقى )16-17 الأعلى
الإيثار المحمود
و هو خلق رفيع لا يلقاه إلا عالى الهمة ،و الايثار المحمود هو كما ذكر ابن القيم نوعان:
- إيثار الغير على مصالح الذات
و القصص فى ذلك كثيرة ، فمنها ما فيه تفضيل الغير على النفس بإعطاء ماديات و متاع الحياة الدنيا ،رغم الحاجة إليها .. ومنها من جاد بروحه من أجل غيره و هى قمة الإيثار
منها قصة ضيف رسول الله وهى :
أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصابني جوع،
فأرسل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسل
إلى أخرى، فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما
عندي إلا ماء، فقال: من يضيف هذا الليلة رحمه الله، فقام رجل من الأنصار
فقال: أنا يا رسول الله، فاصطحبه إلى بيته، فقال لامرأته: هل عندك شيء
قالت: لا إلا قوت صبياني، قال: فدعيهم يتلهون بشيء، فإذا دخل ضيفنا فأطفئي
السراج، وأريه أنا نأكل. فقعدوا وأكل الضيف، فلما أصبح غدا على النبي صلى
الله عليه وسلم فقال: (قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة)؛ وهى القصة التى نزل فيها قوله تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}
- إيثار الله على كل شىء
و هو ما يتضح لنا جلياً فى موقف سحرة فرعون عندما رأوا الآيات و ءامنوا بموسى ...و هم بذلك قد فضلوا الإيمان بالرسول و دينه على ما وعدهم فرعون من العطايا و الأموال و التقرب منه ،و كل ما هو من أمور الدنيا الفانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق