أحدث المواضيع

أحدث المواضيع

إعلان خاص

عيـادة السيد الدكتور : صبـحي زُردق (مؤلف كتاب النفـس و الكرب ) .. لعلاج أمراض المخ و الأعصاب و الطب النفسي و الإدمان ...عنوان العيـادة : البحيرة – الدلنجات - بجوار موقف دمنهور القديم.. و الحجز مسبقاً .. مع تمانياتنا للجميع بالشفـاء العاجل .
 مدونة النفس و الايمان

الإيثار ..فى علم النفس و القرآن

  الإيثار ..فى علم النفس و القرآن

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أهلاً بالسادة الزائرين

الإيثار لغةً : التقديم و التفضيل

الإيثار اصطلاحا :أن تُعطى غيرك رغم حاجتك لما أعطيت، ابتغاء مرضاة الله

 

الإيثار فى علم النفس

 تعريفه

وهو إحدى وسائل الدفاع النفسى اللاشعورية و التى تمنح الشخص اشباعا و ارتياحا نفسيا ..و ذلك بتقديم مصلحة الآخرين على الذات ، و هو نقيض الأنانية

 دوافع و بواعث الإيثار

1- دافع فطرى : مثل إيثار الأب لإبنه على نفسه

2-دافع إيمانى: طمعا فى الأجر و الثواب الكبير عند الله

هناك نظريتان لتفسير سلوك الإيثار الذى يتميز به البعض منا :

1- مصدر الايثار هو التعاطف مع الآخرين و الشعور بألمهم و تقدير معاناتهم

2- مصدر الايثار هو الرغبة فى التخلص من مشاعر غير مرغوب فيها .. كشعور الشخص بأنه أنانى مثلا   

  الإيثار كعلاج :

فالإيثار دواء و علاج لكثير من العلل النفسية و نواقص الذات ، فهو مفيد فى :

- تعويد النفس على الاهتمام بالغير و طرح اللامبالاة

- تدريب النفس على الصبر على النقائص و الحاجة

- تخليص النفس من قيود و أغلال الحسد و الحقد على الآخرين

- تحرير النفس من الخوف من المستقبل و الخوف من الفقر

- التخلص من صفة  البخل و " شُح النفس "

- محبة الناس للشخص و التى تعود على الشخص بالارتياح النفسى و الطمأنينة

أنواع الإيثار فى الاسلام

الإيثار نوعان ، الأول مذموم (إيثار النفس) و الثانى محمود

الإيثار المذموم : و هو إيثار الدنيا على الآخرة ، و هو تفضيل و تقديم النفس على الغير فى أمور الدنيا من مال و مناصب وغيره ، و هو المعروف بــ"الأنانية" ...و اصحاب تلك الصفة المذمومة هم من أشار إليهم بقوله " الأثرة" فى الحديث " قال صلوات الله عليه وسلم "إنها ستكون بعدى "أثرة" و أمور تنكرونها ...) متفق عليه

و المراد بالأثرة (جمع آثر) أى : الإنفراد بالشىء دون أصحاب الحق ، و الاسئثار بالحقوق و الأموال و السلطة، فينفرد بها قوم دون قوم

و ايضا جاء ذكر الإيثار المذموم فى الآية الكريمة فى سورة الأعلى (بل تؤثرون الحياة الدنيا و الآخرة خير و أبقى )16-17 الأعلى 

الإيثار المحمود

و هو خلق رفيع لا يلقاه إلا عالى الهمة ،و الايثار المحمود هو كما ذكر ابن القيم نوعان:

- إيثار الغير على مصالح الذات

و القصص فى ذلك كثيرة ، فمنها ما فيه تفضيل الغير على النفس بإعطاء ماديات و متاع الحياة الدنيا ،رغم الحاجة إليها .. ومنها من جاد بروحه من أجل غيره و هى قمة الإيثار

منها قصة ضيف رسول الله وهى :

 أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصابني جوع، فأرسل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، فقال: من يضيف هذا الليلة رحمه الله، فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فاصطحبه إلى بيته، فقال لامرأته: هل عندك شيء قالت: لا إلا قوت صبياني، قال: فدعيهم يتلهون بشيء، فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج، وأريه أنا نأكل. فقعدوا وأكل الضيف، فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة)؛ وهى القصة التى نزل فيها  قوله تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}

- إيثار الله على كل شىء

و هو ما يتضح لنا جلياً فى موقف سحرة فرعون عندما رأوا الآيات و ءامنوا بموسى ...و هم بذلك قد فضلوا الإيمان بالرسول و دينه على ما وعدهم فرعون من العطايا و الأموال و التقرب منه ،و كل ما هو من أمور الدنيا الفانية


{ قَالُوا لَنْ نُؤْثرك عَلَى مَا جَاءَنَا منْ الْبَيّنَات وَاَلَّذي فَطَرَنَا فَاقْض مَا أَنْتَ قَاضٍ إنَّمَا تَقْضي هَذه الْحَيَاة الدُّنْيَا } 72 طه

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق