انواع النفس فى القرآن...
أهلا بعزيزى القارىء
1- النّفس الأمّارة:وهي النفس التى تأمر صاحبها و تدفعه دفعا على ارتكاب المحرم شرعا أو قانونا... و هى التى تدعو صاحبها إلى الإنكباب على اللّذّات
و اتباع الشّهوات و الهوى ... فهي مصدر الشّرور، ومنبع الأخلاق الغير المحمودة .....وهذه هي النّفس الّتي يجب على المسلم كبح جماحها و تهذيبها و مجاهدتها.... .و قد ذكرها القرآن فى سورة يوسف فى قوله تعالى (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53)يوسف...فالحمد لله على غفران الله لما يقع فيه صاحب هذه النفس من خطايا و أخطاء
2-النّفس المطمئنّة:
وهي نفس ليست خائفة راضية صابرة شاكرة ذاكرة : مطمئنة ليست خائفة من مستقبل لأنها تؤمن بقوله (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا {التوبة: 51 } راضية فى جميع الأحوال .... صابرة فى الضراء غير جازعة ، شاكرة فى السراء غير فرحة فخورة ،عملا بقول النبى فى المؤمن (....إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ.) رواه مسلم، مطمئنة بذكر لله ( أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الرعد، لا تستجيب لوساوس الشيطان و تخويفه لها ،مطمئنة بما فى داخلها من خير للناس،و بحسن ظنها فى الله و بالجنة التى هى وعد الله للمتقين ...
و بالنظر إلى الطب النفسى فإن مثل تلك النفس سنجد أنها هى النفس الاقل إصابة بالامراض النفسية ،لأنها الاقل إصابة بالجزع و الكرب ....
هى النفس التى اقسم الله بها (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) القيامة ...و هى النفس التى تلوم صاحبها على ترك فعل الخير ،أو تلوم صاحبها على فعل الشر ـ و نستطيع أن نقول أنها حالة من حالات أى من النفسين السابقتين...
و هذا معناه أن اللوم نوعان : محمود و مذموم .. فالمحمود هو الذى يردع صاحبه عن المعاصى و الشرور ، و المذموم هو الذى يبعد صاحبه عن فعل الخيرات...
و بالنظر للطب النفسى فإننا سنجد أنه أياً كان نوع اللوم ..فإنه إن كان زائدا عن الحد فإنه سوف يقود إلى الامراض النفسية والقلق على الأخص مرض الشك و الغيرة ،أو مرض الوسواس القهرى....
وكان للجاحظ رأى آخر : حيث يقول أن للنّفس ثلاث قوى ، و يقول وهي أيضا تسمّى نفوسا، وهي:
النّفس الشّهوانيّة: ويشترك فيها الإنسان وسائر الحيوان.
النّفس الغضبيّة: وهي أيضا قاسم مشترك بين الإنسان والحيوان.
النّفس النّاطقة: وهي الّتي يتميّز بها الإنسان على سائر الحيوان
و أنا شخصيا أتفق معه فى كون هذه الاسماء هى قوى داخلية فى كل نفس و ليست أنواع لها ...أما النفس الناطقة تلك فأنا أشكك فى وجودها أصلا
و فى النهاية ..فقد قرر كثير من المحققون أن النفس واحدة ...و لكن لها حالات وصفات متعددة ..و حسب ما يغلب على تصرف الشخص تسمى نفسه ..فعندما تغلبه على فعل السوء ..فهى أمارة بالسوء ..و عندما تلومه على فعل الشر ...فقد ظهرت صفة اللوم و أخذت اليد العليا فتسمى باللوامة ...و هكذا
أنتظر تفاعلكم و تعليقاتكم
د.صبحى زردق - اخصائى الطب النفسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق