هى مجموع تفكير و مشاعر و سلوك الشخص و التى تحدد ردود أفعاله و تعاملاته مع ربه و البيئة و الناس وكذلك نظرته للحياة و لذاته ،و التى تتشكل خلال فترة الطفولة.
اضطراب الشخصية
و هو أحد الاضطرابات فى الطب النفسي ،حيث يعانى الشخص من سلوك و أداء و نمط تفكير غير صحيح و متصلب يصعب تغييره..و هو ما يؤدى إلى وجود مشكلات فى فهم الذات والأخرين ، مما يسبب حدوث مشاكل فى الشارع أو العمل أو المدرسة أو المنزل.
و جدير بالذكر أن المصاب باضطراب فى الشخصية غالبا لا يدرك مشكلته بل لا يُقر و لا يعترف بها ،لأنه يرى تصرفاته على أنها طبيعية ،بل و يُلقي اللوم على من حوله ..و كأن العيب فيهم و ليس فيه هو.
أسباب اضطراب الشخصية
قلنا
أن المصاب باضطراب الشخصية هو شخص لا يشعر بأن لديه مشكلة أو عيب ، و أنه يرى أن
العيب فى الناس و ليس فيه..
فما اسباب نشأة الاضطراب فى الشخصية:
1-الجينات و الوراثة من الآباء و الأقارب، أو العيوب الخِلقية..و هو ما يُسميه الناس بـ"الطبع"
2- تأثير البيئة و الاحداث التى تدور فيها ،و دور الأسرة و طريقة التربية
و
قد يتحد كل من الجينات + البيئة+ مع حدث مُفجر للإضطراب ، مثل التعرض
لإهانة أو لخيانة ،أو لخسارة ،أو حادث مروع ،أو مرض ، أو موت عزيز ..إلخ
فيظهر الاضطراب على الشخص..و الذى يبدأ عادة فى بداية فترة البلوغ و
المراهقة.
أنواع اضطراب الشخصية
قسم علماء النفس اضطراب الشخصية إلى ثلاث مجموعات أساسية و هـى:
مجموعة "أ"
و تتميز بنمط التفكير و التصرف الشاذ و الغريب..مثل اضطراب الشخصية المتشككة،و الفصامية ، و الإنعزالية
مجموعة "ب"
و تتميز بالسلوك الدرامى (التمثيلى) ، و الإنفعال المفرط و غير المتوقع..وتشتمل تلك المجموعة على اضطراب الشخصية التمثيلية(الهستيرية) ، و الحدية ، و المضادة للمجتمع (البلطجي) و النرجسية ..و هم الشخصيات الأكثر عُرضة للدخول فى التعاطي و الدمان ،و الإكتئاب النفسي
مجموعة "ج"
و هم القلقون الخائفون ..الذين يسيطر عليهم تفكير و سلوك الخوف و القلق المستمرين..و تشتمل تلك المجموعة على اضطراب الشخصية الوسواسية ،و الاعتمادية ، و التجنبية.
اضطراب الشخصية و الإسلام
و جدير بالذكر أن الإسلام قد جاء ليس فقط لإصلاح الكون و عبادة الله وحده، بل جاء أيضا لتحرير النفس البشرية
و تخليصها من كل قيد و عيب ،
و من كل رذيلة و قبيح ،
و من كل خوف وقلق ،
و من كل جبن و بخل ،
و من كل ظلم و جور ..
و دعانا فى الوقت ذاته إلى كل حَسن و فضيلة..
بل إن النبى صلى الله عليه وسلم لم يأت إلا ليتمم أسمى و أفضل الأخلاق ..فقد ورد فى الحديث ( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق )رواه أحمد
كما جاءت دعوة القرآن الصريحة إلى تزكية النفس وتطهيرها من كل دنيىء و سىء، وكل نقص و عيب ...بل عقد القرآن و ربط الفلاح و النجاح فى الدنيا و الآخرة بذلك فى قوله تعالى قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)الشمس
و يكفي فى هذا الصدد قوله تعالى (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)الاسراء 9..للتى هى أقوم فى السلوك ،و للتى هى أقوم فى المشاعر و ردود الأفعال ..و للتى هى أقوم فى التفكير و حُسن الظن...فالحمد لله على نعمة الاسلام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق