أحدث المواضيع

أحدث المواضيع

إعلان خاص

عيـادة السيد الدكتور : صبـحي زُردق (مؤلف كتاب النفـس و الكرب ) .. لعلاج أمراض المخ و الأعصاب و الطب النفسي و الإدمان ...عنوان العيـادة : البحيرة – الدلنجات - بجوار موقف دمنهور القديم.. و الحجز مسبقاً .. مع تمانياتنا للجميع بالشفـاء العاجل .
 مدونة النفس و الايمان

الكبت الجنسي لدى الشباب :أبعاد المشكلة والعلاج

الكبت الجنسي لدى الشباب :أبعاد المشكلة والعلاج

بسم الله الرحمن الرحيم

أهلاً بالزائر الكريم

الكبت فى اللغة:

كبَتَ :أى منعَ و حال دون ظهور شعور، أو هو عامل نفسي لم يخرجه الشخص

الكبت الجنـسي علمياً

هو إخفاء النفس لمشاعر الرغبة الجنسية بإعتبارها مخالفة و إنزالها- لاشعورياً-من  منطقة الوعي إلى اللاوعي( العقل الباطن) وهو ما يستهلك  طاقة كبيرة -و  يؤدى تكراره إلى التأثير  السلبى على النفس والسلوك...

هل الكبت الجنسي مفيد أم ضار؟

 فى ضوء التعريف السابق ندرك جميعاً أن تكرار هذا الكبت هو أمر غير مطلوب لأنه يضُر بالصحة البدنية و النفسية...و لكن رغم ذلك كله فهو أخف الضررين ...لأن الشاب حينما يقع تحت إثارة جنسية فهو ما بين أمرين كلاهما مُـر..فهو إما أن يتبع شهوته و هواه فيزنى فيغضب عليه الناس و الرب ،أو يعتاد العادة السرية فتجهده بدنيا و صحياً ...و إما أن يكبت رغبته و يكبح جماح نفسه و يحاول الصبر على العُسر حتى يأتيه اليسر...

 فوجود كبت جنسي لم يُفرغ لهو دليل على اختيار الشخص للضرر الأخف و هو ألم و مرارة الصبر حتى يأتى الفرج...

و مما سبق نستنتج أن الكبت الجنسي لا يحدث إلا لكل شخص عفيف متمسك بدينه و أخلاقه و عادات المجتمع و ممنوعاته..صحيح أنه خسر إرضاء نفسه و إشباع رغبته بالحرام و لكنه اكتسب رضا الله و السمعة الحسنة بين الناس..واصبح يتسم بحسن السير و السلوك.

لذا فإن منافع و فوائد الكبت الجنسي أكبر من أضراره و سلبياته... بل أود أن أقول أن كبت الرغبة هى نعمة من النعم التى يتميز بها الإنسان عن الحيوان ... لأننا إذا أطلقنا لرغباتنا العنان (كلما اشتهينا فعلنا) نكون قد أصبحنا نحن و البهائم سواء...

 ما هو سبب الكبت الجنسي؟

الكبت الجنسي ما هو إلا نوع من أنواع الصراع النفسي بين الرغبة الجنسية الملحة، و بين مقاومة و إخفاء تلك الرغبة ،بسبب عدم القدرة على تنفيس تلك الرغبة.و هناك سببين أساسيين هما:

1-نشأة الفرد فى أسرة محافظة وبيئة متدينه،تجعله يحرم على نفسه مجرد الشعور بالرغبة الجنسية..و إن كان ذلك فهماً خاطىء منه و عليه تصحيحه.

2-التحرج من التعبير عما يدور فى الصدر من مشاعرو رغبات جنسية فيحدث الكبت.

ما هى أعراض الكبت الجنسي؟

-فإنك تجد الشخص المكبوت جنسياً حساس جداً للكلام فى المواضيع الجنسية و لو كان بالمزاح أو بالكلام العلمي 

-وتجد الشخص يفلت منه أحياناً بعض زلات اللسان الخاصة بالجنس

-كثرة أحلام اليقظة و السرحان و الخيالات الجنسية التى قد تطفأ لديه جزء من نار الشهوة المكبوتة 

-تكرار الأحلام أثناء النوم مع الإحتلام ( الاستمناء)

-التوتر و الانفعالات و إزاحة غضبه على من حوله

-السرحان و عدم التركيز و قلة النوم بسبب الاصابة بالقلق

- تكرار العادة السرية بشكل مجهد

-و أخيراً الإكتئاب النفسي بسبب الإجهاد المستمر بسبب الكبت و معاناته

العلاج فى الإسلام

لم يجرم الاسلام الشعور بالرغبة الجنسية فى ذاتها، فهى فطرة الله التى فطر الناس بل و الحيوانات عليها ،و ايضا لم يجرم حديث النفس بذلك إلا أن يفعل الإنسان ما يغضب ربه،ولكنه قد جرَم و حرم كل ما يشعل تلك الفتنة وكل ما يُأجج فينا نار الشهوة كالنظرة المحرمة مثلاً

لذا نجد أن الإسلام فى هذا الصدد يتبنى أربع مبادىء أساسية لحل تلك المشكلة و هـى :

الأول: هو مبدأ "الوقاية خير من العلاج" ،و هو الأقوى و الأنفع للانسان، لأنه يقطع الطريق أمام اشتعال الشهوة من الأساس و هو الأزكى لنا دنيا ودين ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ( 30 )النور

الثانى: هو مبدأ تنفيس الرغبة  و علاج الكبت الجنسي بالزواج و ذلك للمستطيع من الشباب...

 و هو دعا إليه الحديث الشريف

(يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج...)صحيح

الثالث : هو مبدأ الصبر ..وذلك لغير المستطيع، و هو ما دل عليه نفس الحديث السابق فى الجزء الثانى منه 

[.... ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء]صحيح..و من رحمة الله بهذا الصابر أن جعل له متنفساً طبيعياً لتلك الشهوة و هى الإحتلام ليلاً ، و هو ما لا يضطره إلى ارتكاب المعاصي...

الرابع: هو اللجوء الصادق إلى الله تعالى بالدعاء و بث الشكوى إليه بدلاً من الكبت و الإسرار..فالدعاء يرد القضاء .. وهو ما فعله نبي الله يوسف عليه السلام حينما خاف شر امرأة العزيز و شر فتنتها(
قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33)يوسف

بقلم

د.صبحي زردق

أخصائى الطب النفسي

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق