مرحلة " أرذل العُمُر" ..بين الطب النفسي و القرآن
أهلاً بالسادة الزائرين
لا شك أن الحالة النفسية السيئة عند كبار السن هى نتاج مجموع التغيرات المختلفة التى تحدث للمسن فى تلك الفترة ،سواء كانت تغيرات اجتماعية أو جسمانية أو عقلية ، حيث تمثل تلك التغيرات ضغوطاً نفسية شديدة على المسن ..
فتعالو لنتعرف سويا على تلك التغيرات.... و لكن قبل ذلك أود أن أقف أولاً على المستويات أو المراحل الثلاث التى حددها العلم الحديث للشيخوخة بحسب الفئة العُمرية ...
مراحل الشيخوخة
مرحلة المُسِن الشاب : و هى التى تقع ما بين 60- 75 عام
مرحلة المُسِن الكَهل :و هى التى تقع ما بين 75-85 عام
مرحلة المُسِن الهَرِم : و هى تبدأ من عمر 85 فصاعداً...
تغيرات مرحلة الشيخوخة وضغوطها
أولاً : تغيرات إجتماعية
العامل الأول فى تلك المرحلة يكون قد وصل الشخص إلى سن التقاعد ، فبعد أن كان موظفا حكوميا ذو هيبة و مكانة اجتماعية يقدره الجميع تبدل الحال إلى شخص عادى لا يحتاج أحدا منه طلباً..
و العامل الثانى هو انحصار العلاقات الاجتماعية بسبب ألم الركبتين أو الظهر أو مرض بالقلب ، وفقدان التحكم فى البول..
وهناك عامل ثالث هو الشعور القاتل بالوحدة ،خاصة بعد زواج الأبناء و استقلالهم كل فى منزله..و تزداد تلك المشكلة صعوبة إذا مات زوجة المسن
ثانياً :تغيرات جسمانية
حيث يصبح الإنسان فى فترة الشيخوخة أكثر عرضة للعلل و الأمراض البدنية مثل : فقدان التحكم فى البول ، أمراض القلب ، جلطات و نزيف المخ ، خشونة الركبتين و مشاكل الفقرات ،التهابات رئوية متكررة ، الإصابة بالسرطان ، رقة و هشاشة العظام و سهولة كسرها ، تضخم البروستاتا...إلخ
ثالثا: تغيرات عقلية
فمرحلة الشيخوخة أو الشيبة كما وصفها القرآن ،هى مرحلة الضعف العقلى كما كانت هى مرحلة الضعف البدنى...فنجد أن الشخص قد ظهرت عليه أعراض مرض "خرف الشيخوخة " و التى من أشهرها مرض "الزيهايمر"، فترى الشخص قد ظهرت عليه أعراض مثل :
-اضطراب الذكرة و الكلام ،العدوانية و الصراخ ، فقدان التحكم فى البول ، التجوال خارج المنزل ، ضعف الاهتداء إلى الزمان و المكان و الاشخاص ،الاندفاع فى بعض المواقف،ظهور ضلالات الغيرة المرضية و الخيانة الزوجية ،ظهور هلاوس ..إلخ
و سواء بسبب التغيرات و الضغوط السابق ذكرها أو بدون وجودها ، فهناك بعض الأمراض النفسية التى يصبح الأشخاص عند تلك السن أكثر عُرضة لها ، مثل :
-الإكتئاب النفسي depression
-المخاوف المرضية phobia
-اللجوء للمخدراتaddiction
- الميـول للإنتحار suicide
و كما أعتدنا فالقرآن يسبق العلم دائماً ، قال تعالى فى سورة النحل مشيرا إلى الضعف الذى يصيب الأشخاص فى تلك المرحلة الصعبة من الحياة (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ
وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ
بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)النحل
و لعل الآية الكريمة قد سلطت الضوء على التدهور المعرفى و تدهو الذاكرة و الذكاء تحديداً فى تلك المرحلة، و ذلك فى قوله (لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ) حيث أن فقدان و اضطراب تلك الوظيفة هى الأخطر و الأكثر تدميراً للشخص مع الناس و مع ربه .
و المعنى فى تفسير "السعدي" { يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ } أي: أَخسه الذي يبلغ به الإنسان إلى ضعف القوى الظاهرة والباطنة حتى العقل الذي هو جوهر الإنسان يزيد ضعفه حتى إنه ينسى ما كان يعلمه، ويصير عقله كعقل الطفل
و على الصعيد الآخر نجد أنه كان من أدعية الرسول التعوذ من الوصول لتلك المرحلة الصعبة و تلك الحالة السيئة من التدهور الإجتماعي و الثقافى و الجسمانى و العقلي ..
فعن سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه قال :إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول (...وأعوذ بك من أن أُرد إلى أرذل العمر...)
فهيا جميعاً نتعوذ من تلك المرحلة العُمرية الشاقة و التى لا يتمنى أحد الوصول إليها
تغيرات مرحلة الشيخوخة وضغوطها
أولاً : تغيرات إجتماعية
العامل الأول فى تلك المرحلة يكون قد وصل الشخص إلى سن التقاعد ، فبعد أن كان موظفا حكوميا ذو هيبة و مكانة اجتماعية يقدره الجميع تبدل الحال إلى شخص عادى لا يحتاج أحدا منه طلباً..
و العامل الثانى هو انحصار العلاقات الاجتماعية بسبب ألم الركبتين أو الظهر أو مرض بالقلب ، وفقدان التحكم فى البول..
وهناك عامل ثالث هو الشعور القاتل بالوحدة ،خاصة بعد زواج الأبناء و استقلالهم كل فى منزله..و تزداد تلك المشكلة صعوبة إذا مات زوجة المسن
ثانياً :تغيرات جسمانية
حيث يصبح الإنسان فى فترة الشيخوخة أكثر عرضة للعلل و الأمراض البدنية مثل : فقدان التحكم فى البول ، أمراض القلب ، جلطات و نزيف المخ ، خشونة الركبتين و مشاكل الفقرات ،التهابات رئوية متكررة ، الإصابة بالسرطان ، رقة و هشاشة العظام و سهولة كسرها ، تضخم البروستاتا...إلخ
ثالثا: تغيرات عقلية
فمرحلة الشيخوخة أو الشيبة كما وصفها القرآن ،هى مرحلة الضعف العقلى كما كانت هى مرحلة الضعف البدنى...فنجد أن الشخص قد ظهرت عليه أعراض مرض "خرف الشيخوخة " و التى من أشهرها مرض "الزيهايمر"، فترى الشخص قد ظهرت عليه أعراض مثل :
-اضطراب الذكرة و الكلام ،العدوانية و الصراخ ، فقدان التحكم فى البول ، التجوال خارج المنزل ، ضعف الاهتداء إلى الزمان و المكان و الاشخاص ،الاندفاع فى بعض المواقف،ظهور ضلالات الغيرة المرضية و الخيانة الزوجية ،ظهور هلاوس ..إلخ
و سواء بسبب التغيرات و الضغوط السابق ذكرها أو بدون وجودها ، فهناك بعض الأمراض النفسية التى يصبح الأشخاص عند تلك السن أكثر عُرضة لها ، مثل :
-الإكتئاب النفسي depression
-المخاوف المرضية phobia
-اللجوء للمخدراتaddiction
- الميـول للإنتحار suicide
الشَيبة و أرذل العُمُر فى القرآن و السنة
و لعل الآية الكريمة قد سلطت الضوء على التدهور المعرفى و تدهو الذاكرة و الذكاء تحديداً فى تلك المرحلة، و ذلك فى قوله (لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ) حيث أن فقدان و اضطراب تلك الوظيفة هى الأخطر و الأكثر تدميراً للشخص مع الناس و مع ربه .
و المعنى فى تفسير "السعدي" { يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ } أي: أَخسه الذي يبلغ به الإنسان إلى ضعف القوى الظاهرة والباطنة حتى العقل الذي هو جوهر الإنسان يزيد ضعفه حتى إنه ينسى ما كان يعلمه، ويصير عقله كعقل الطفل
و على الصعيد الآخر نجد أنه كان من أدعية الرسول التعوذ من الوصول لتلك المرحلة الصعبة و تلك الحالة السيئة من التدهور الإجتماعي و الثقافى و الجسمانى و العقلي ..
فعن سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه قال :إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول (...وأعوذ بك من أن أُرد إلى أرذل العمر...)
فهيا جميعاً نتعوذ من تلك المرحلة العُمرية الشاقة و التى لا يتمنى أحد الوصول إليها
بقلم
د.صبحى زُردق
أخصائى الطب النفسي
2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق