لأن علاقة الحب المحرم هى العلاقة الأكثر اضطراباً و الأقل ثباتاً من علاقة الحب التى تنم تحت مرأى و مسمع الجميع ،من خلال الإشهار عنها بصفة رسمية(حفل الخطوبة) ..
لذا فإن علاقة الحب المحرم هى العلاقة الأكثر خطورة و ضرراً على النفس ....
فتعالوا لنتعرف سويا أحبتي على مدى خطورة تلك العلاقات المحرمة من منظور نفسي ، فقد تؤدى تلك العلاقة المتقلبة إلى :
الاصابة بالقلق النفسي:
ويحدث بسبب وجود الخوف باستمرار ..فالشاب قلق دائما بشأن ما إذا كانت الفتاة التى يحبها سوف تنتظره لحين التقدم لها رسميا أم لا...حتى و إن كانت ستنتظره فهو قلق بشأن تدبير المال لاتمام الخطوبة و الزواج ..و ايضا قلق بشأن موافقة الأهل عنده أو عندها على هذا الارتباط أم سيتم الرفض ،و قلق بشأن أشياء أخرى كثيرة تدور فى عقله وحدة..و هو ما يسبب القلق
مشكلة السرحان و أحلام اليقظة:
فإنك تجد الفتاة تمسك بكتابها و عينها فيه ،لكن قلبها فى مكان آخر ..أو تراها تترك الكتاب ثم تتكأ على فراشها ثم تسبح بخيالها فى الشاب الذى أحبها، متى سيأتى لخطبتها؟ ثم تتخيل نفسها و هى عروس بالفستان الأبيض يحتفل بها الناس و الأهل و الأقارب ..ثم فجأة تستيقظ من ذلك كله ، لتجد نفسها ما زالت فى غرفتها..و قد ضاع الكثير من الوقت فيما يمتع قليلا، و يتعب مع تكراره كثيراً..و تلك هى ما يسمى فى علم النفس بــ" احلام اليقظة"
الإحباط النفسي :
بسبب فشل استمرار العلاقة العاطفية،إما بسبب خلافات بين المتحابين ، و إما بسبب أن أحدهم ارتبط عاطفيا بطرف جديد
الإكتئاب النفسي:
و يحدث بسبب انتهاء العلاقة أو توترها بين الحبيبين من حين لآخر، فكل يوم هى فى شأن ..بل قد يكون كل ساعة ..فتقلب المزاج للفتاة أو الفتى كثيرا ما يدخل الحزن إلى قلب الطرف الآخر ، و حزن على حزن قد يؤدى إلى الاجهاد و الشعور بالملل و هو ما يؤدى الاكتئاب النفسي
الإصابة بالعلل الجسدية المختلفة:
و هو ما يعرف فى طب النفس بـ" الامراض النفسجسدية" حيث لا يشتكى الشخص من شكوى جسدية على سبيل المثال : حُرقة المعدة طوال الوقت أو من وقت لآخر ، بحيث لا تستجيب المعدة لأى أدوية من مضادات الحموضة ، و لكن عندما يعطى الدواء النفسي تستقر الحالة و يشفى المريض....و ذلك بالطبع نتيجة الأرق و القلق المصاحب لحالة الاحباط و المشاحنات بين العشاق و التى تحدث كثيرا...
الأرق و صعوبة النوم:
فترى الشاب لا يحلو له المحادثات التليفونية إلا فى جوف الليل ..و لمدة ساعات ..بلا كلل و لا ملل ..وتكون العاقبة..هى ضياع جزء كبير من الليل دون نوم ..ليستيقظ الشاب خائر القوى ..يشتكي من الصداع و انخفاض المزاج و قلة الشهية على الطعام بسبب النوم الغير مشبع ..إلخ
الإصابة بوسواس الشك :
أحيانا و لأن الشاب يدرك تماما أنه يخدع الفتاة لينال منها ما يحب فقط من أجل قضاء وقتا ممتعا للتسلية..فإنه بعد أن يتزوج قد يتسرب الشك إلى قلبه تجاه زوجته ، حيث يتخوف من أنها قد تخونه عاطفيا أو جنسيا مع شخص آخر كما فعل هو مع تلك الفتاة اثناء فترة الجامعة ...ثم يوم بعد يوم يسيطر عليه الشك و يصبح شخصا مصابا بالوسواس القهرى
الإنفعال و إزاحته على الإخوة أو الأبوين:
فقد يشكو بعض الآباء من أن ابنهم أصبح أكثر حدة و انفعالا عما سبق ..و هم لا يدرون أنه يقوم بإزاحة الغضب الذى يتولد مع كل خلاف بينه و بين محبوبته على من حوله ...
ترك أو إهمال الدراسة بسبب ضعف التركيز:
فانشغال الطالب الكبير بمحبوبته و صورتها التى لا تكاد تفارقه ليل نهار ..تسبب له التشتت و عدم التركيز أثناء المذاكرة .. و هو ما قد يؤدي فى النهاية إلى الرسوب أو المجموع الضعيف ..و كذلك اهمال العمل إن كان موظفا
الإنخراط فى عمل العادة السرية:
و بسبب عامل الإثارة الجنسي المستمر الناتج عن أحلام اليقظة المستمرة و التفكير و الإنشغال الدائم فى الحبيب ..فإن ذلك يولد ضغطا جنسيا داخليا لابد من تفريغه ..و هو ما يلجأ إلى فعل العادة السرية بكثرة..و هو ما يتعب البروستاتا و المثانة البولية على مر الأيام
نقص الوزن و فقدان نضارة الوجه:
ينتج نقص الوزن للشاب المحب بسبب الإحباط و الاكتئاب الذى أشرنا إليه ..و ايضا بسبب التفكير المستمر و أحلام اليقظة و العادة السرية ة أرق النوم
التفكير فى الانتحار:
فالإحباط و الإكتئاب الناتجان عن الخلافات المستمرة بين المحبين ..قد ؤدى إلى التفكير فى الانتحار ..و كذلك إن رفض الأهل اتمام العلاقة بالزواج فإن ذلك قد يدفع الطرفان إلى الانتحار معا للتخلص من الأهل إلى الأبد...
اضف إلى ذلك كله البُعد الإجتماعى لحالات الحب المحرم مثل السمعة السيئة بين الناس و الجيران ،تأخر سن الزواج و التعرض للعنوسة ،اهمال العبادات و خاصة الصلاة و ضعف الإيمان...و هو ما يؤدى إلى التعب النفسي و الاصابة بالامراض النفسية أيضا.
علاج الحب الحرام..
الدعاء أقوى سلاح : عليك بالدعاء فهو فقط السلاح الذى يرد القضاء..و قد لجأ إليه يوسف عليه السلام عندما تواترت محاولات امرأة العزيز لإيقاعه فيما يكره الله..فقال متضرعا إلى ربه قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ
وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ
الْجَاهِلِينَ (33) يوسف .. فجاءت الإجابة الفورية من الله فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)يوسف
-ترك كل ما يذكر بالمعشوق مثل الهدايا و ارقام الجوال و الصور الشخصية
- الزواج من المحبوب لمن يقدر على ذلك : فهو أغض للبصر و أحصن للفرج كما أخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح)
- إلغاء العلاقة عن طريق إعطاء أوامر للعقل الباطن بذلك : من خلال قولك بصوت مرتفع لنفسك إلغ هذه العلاقة ..و من وقت لآخر سوف تضعف تلك العلاقة
- تقوية الإيمان و التقرب من الله يشغل العقل عن تذكر المعشوق و السرحان فى صورته و هيئته و المتكرر على الذهن
- إشغال الذهن بأمور نافعة مثل قراءة كتاب ، قراءة ورد يومى من القرآن ، أو الانشغال بحفظه ..أو المداومة على حضور مجالس علم .أو الإنشغال بممارسة هواية محببة
- و أخيراً " الوقاية خير من العلاج" :وهو الأهم على الإطلاق ، فانصح بعدم الدخول أصلا فى أى علاقات محرمة .. واختزان ما لديك من حب و وفاء إلى حين الزواج من فتاة أو فتى مناسب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق