أحدث المواضيع

أحدث المواضيع

إعلان خاص

عيـادة السيد الدكتور : صبـحي زُردق (مؤلف كتاب النفـس و الكرب ) .. لعلاج أمراض المخ و الأعصاب و الطب النفسي و الإدمان ...عنوان العيـادة : البحيرة – الدلنجات - بجوار موقف دمنهور القديم.. و الحجز مسبقاً .. مع تمانياتنا للجميع بالشفـاء العاجل .
 مدونة النفس و الايمان

عقدة النقص فى الإنسان .. كمدخل للشيطان ؟

عقدة النقص فى الإنسان ..كمدخل للشيطان ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا بالسادة الزائرين
يبحث الشيطان دائما عن كل نقطة ضعف فى عدوه الأزلي "
الإنسان "، و عن كل باب يدخل به الحزن إلى قلبه  ، و كل باب ينغص عليه حياته  أو يشعره باليأس و القنوط من رحمة الله ... أو كل باب يوصل الانسان إلى نقطة الغضب التى تلغى عقله، أو أى باب يدخله فى معصية ، أو يبعده عن الخير....

و يعتبر احساس الشخص بوجود "نقص فيه" هو من أكبر الأبواب لدخول الشيطان و تسلله إلى نفس ذلك الشخص بكل سهولة ، حيث أنه من أساليب الشيطان و من أعماله الأساسية أن يُذَكر ابن آدم بمساوئه و أن يكشف له ما ورى عنه من عيوبه و نواقصه ،سواء كانت تلك المساوىء جسدية أو نفسية
و هو ما قد فعله "ابليس الأكبر" مع آدم و حواء فى الجنة ، حينما وسوس لهم و أغواهم حتى أكلا من الشجرة التى نهاهم الله عز و جل عنها ، و بعد الأكل امتلأت بطونهم و تحركت أمعائهم ، فرأوا لأول مرة سوءاتهم و هى عوراتهم و التى كانت قد أُخفيت عنهم لسوء النظر إليها ، و قال العلماء أنه قد سُميت العورة "سوءة" لأن انكشافها يسوء المرء و يُحزنه و ينفر الناس منه..قال تعالى مصورا لذلك المشهد (فأكلا منها فبدت لهما سوأتُهُما..)121 طـه

و حتى الآن و على نفس المنهج و من نفس المدخل  يحاول الشيطان أن يُذكر ابن آدم بما ظهر أو خفى عنه من عيوبه و سوءاته..ليدخل على قلب الشخص الحزن و ليشعره بأنه معيوب ناقصا لم يعطه الله كل شىء و هو ما يؤدى إلى احساسه بفقدان الثقة بالنفس ..ليصير حينئذٍ ألعوبه فى يد الشيطان ،  فيجعله ساخطا على حاله ،غير راضيا بما أعطاه الله ،حاسدا لغيره .. رويدا رويدا حتى يغرقه فى بحر اليأس و القنوط ..ثم يجعله يفكر فى الموت و يتمناه ..ثم يقترح عليه بأن ينتحر ..و يقنعه بأن الإنتحار هو الحل الوحيد للخلاص من ذلك العيبأو النقص...

و الشعور بالنقص عند الإنسان قد يكون بسبب عيب فى الجسد كعرج أو عمى أو قصر أو طول ..إلخ ، أو قد يكون عيب نفسى مثل الجبن أو الخوف أو البخل...إلخ أو عيب إجتماعى و اقتصادى مثل كونه ولد يتيما بينما باقى الناس لهم أباء و أمهات ،أو كون الإنسان فقيرا و غيره يركب أفضل السيارات و يسكن أفضل المنازل ، أو كونه لم يحصل على شهادات بينما غيره لديه أكثر من شهادة و ذو مكانة اجتماعية مرموقة بين الناس ...إلخ 

القرآن يعالج الشعور بالنقص

و من ذلك أيضا بيان القرآن للمكافأة الربانية لمن يشكر ربه على نعمه و إن كانت فى أعيننا قليلة وذلك فى قوله تعالى وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) ابراهيم ..كما أنه سبحانه و تعالى دائم التذكير لنا فى كتابه العظيم بأن نعمه علينا كثيرة و تحوطنا من كل جانب ، فلا داعى للتنكر منها بل يجب الإعتراف بها و عدم الشعور بالنقص فى قوله تعالى  {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل:18]

 السُنة تعالج الشعور بالنقص

فما من باب من أبواب الشيطان إلا و قد أغلقه القرآن و السنةبأمر أو نهى أو نصيحة .. و ذلك لو أخذنا و عملنا به..و من تلك النصائح ، النصيحة النبوية الغالية هو أن ننظر إلى من هو دوننا فى كافة الأمور الدنيوية ...حتى لا نحتقر نعم الله علينا فيستمر شكرنا لله و رضانا بما لدينا من نعم قليلة أو كثيرة ، و بالتالى لا يتسرب الشعور بالنقص إلى نفوسنا و بالتالى لا يجد الشيطان طريقا إلى قلوبنا ليسلكه

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- : "انظروا إلى من هو أسفل منكم. ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تَزْدروا نعمة الله عليكم" متفق عليه


 استودعكم الله

د.صبحى زردق

انتظر تعليقاتكم

 https://www.facebook.com/sobhy.ahmed.773

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق