أحدث المواضيع

أحدث المواضيع

إعلان خاص

عيـادة السيد الدكتور : صبـحي زُردق (مؤلف كتاب النفـس و الكرب ) .. لعلاج أمراض المخ و الأعصاب و الطب النفسي و الإدمان ...عنوان العيـادة : البحيرة – الدلنجات - بجوار موقف دمنهور القديم.. و الحجز مسبقاً .. مع تمانياتنا للجميع بالشفـاء العاجل .
 مدونة النفس و الايمان

الضمير ..بين علم النفس و القرآن

الضمير ..بين علم النفس و القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

أهلا بالسادة الزائرين

فطبقا لــ"فرويد" 

تنقسم النفس البشرية إلى ثلاث وظائف هى:

- الأنا الأعلى (الذات العليا): و هو الضمير : الذى يقوم بما يسمى بــ"مراقبة النفسة" و "محاسبة النفس " و " لوم النفس" 

- الأنا (الذات الوسطى) : و هو الذي يجعل الإنسان يتصرف طبقا للواقع  

- الهو (الذات الدنيا) : و هو جزء الشهوات و الغرائز و الأهواء الشخصية

ما هو الضمير ؟

الضمير فى الإنسان ليس عضو من الأعضاء البشرية بل هو كيان نفسى يأمرك بالخير و ينهيك عن الشر..فهو الجانب المشرق فى النفس و الذى يقوم بعمل المراقب و المقيم لسلوكك و أقوالك و أفعالك مع ربك و مع الغير

تعريفه فى علم النفس

هو قدرة الشخص على التمييز بين الحق و الباطل و بين الصواب و الخطأ ، و هو القوة التى تشعرنا بالندم عند فعل ما يتناقض مع أخلاقنا ،أو يشعرنا بالاستقامة عندما  نفعل ما يرضى أخلاقنا ، و بالطبع فإن أخلاقنا و عادتنا تختلف من دين لآخر و من بيئة لآخرى.

خصائص الضمير فى علم النفس

 1- هو رقابة الشخص لنفسه تلقائياً

2- قد يكون على مستوى  الفرد أو مستوى الجماعة

3-الضمير يلومك عما فعلته فى الماضى أو  عما تفعله فى الحاضر أو عما ستفعله فى المستقبل

4-الضمير قد يبالغ فى التراخى و قد يبالغ فى القسوة : وكلتا الحالتين غير مرغوبتين، لأنهما يسببان المرض

5-الضمير يراقب الشخصية ككل و ليس مختص بجانب محدد

 التفسير الحديث للضمير

بعد التقدم العلمى فى علم المخ و الاعصاب تم تعريف الضمير على أنه " وظيفة من وظائف الدماغ التى تطورت لدى الإنسان لتسهيل الإيثار المتبادل بين الناس.

أو هو سلوك الفرد لمساعدة الآخرين فى أداء وظائفهم و قضاء حاجاتهم دون انتظار مكافأة منهم..

و هو ما يذكرنا بما ورد فى القرآن من إطعام للفقير و المحتاج رغم الحاجة إلى ذلك الطعام (الايثار) دون انتظار مكافأة مادية و لا حتى كلمة شكر

فى قوله تعالى  (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)الإنسان

   اسباب ضعف الضمير

كلما حرصنا على فعل الخيرات ارتقى الضمير و نمى ،و كلما حرصنا على الشرور خفت الضمير وضعف ..و كلما تجنبنا ظلم النفس أو ظلم الآخرين انتعش ، و كلما حرصنا على أكل حقوق الآخرين انكمش ... و كلما قدرنا الكبير و رحمنا الصغير ازدهر.. بينما كلما اهملنا الكبير و أضعنا الصغير ضعف و صغر..فالضمير و حسن الخلق وجهان لعملة واحدة

و هو ما يذكرنا بقول النبى:"أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً.." الترمزى .. لأن حسن الخلق يربي فينا قوة الضمير و المراقبة ، و الذى إذا صلح صلح عمل و سلوك الإنسان ، و أفلح دنيا و دين

  و هو أيضا ما يذكرنا بقول الشاعر:


و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ***

 فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .....


الضمير و الطب النفسي

فرغم الأهمية الكبرى للضمير إلا أنه لابد أن يكون فى حدوده الطبيعية .. لأنه إذا زاد عن حده مرض الإنسان و كذلك إذا قل عن حده ... 

فالبنظر إلى الطب النفسي نجد أن الضمير ضعيف جدا أو ميت فى أحد اضطرابات الشخصية المسمى بــ"اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع" (البلطجى) بينما الضمير حاد جدا و صارم فى اضطراب الشخصية الوسواسية..و أيضا صارم جدا فى مريض الوسواس القهرى...

الضمير فى الإسلام له أصل

فهناك حديث شريف يشير إشارة مباشرة عن الضمير و عمله الرقابى فى النفس الإنسانية ، و ذلك حينما سأل  وابصة ابن معبد  الرسول  صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم 

فقال له: "يا وابصة، استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك المفتون" رواه أحمد بإسناد حسن

  الخلاصة

الضمير و هو المراقب لنا و المحاسب الذى يقوم الإنسان و يدفعه للأفضل ... و هو يقوى بالتزام الأخلاقيات و المثل العليا ، و يضعف باتباع النفس لشهواتها و أهوائها الفاسدة و المفسدة..و هو الوظيفة التى إذا ماتت مات الإنسان معها ، و إذا نضجت و سيطرت اعتدل سلوك الإنسان به و نال المسلم رضا الله و رضا الناس معاً ..

فما المعاصى إلا ضعف فى الضمير (الرقابة) ، و ما الطاعة إلا قوة فى الضمير 

  استودعكم الله 

د.صبحى زردق

أخصائى الطب النفسى

2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق