أحدث المواضيع

أحدث المواضيع

إعلان خاص

عيـادة السيد الدكتور : صبـحي زُردق (مؤلف كتاب النفـس و الكرب ) .. لعلاج أمراض المخ و الأعصاب و الطب النفسي و الإدمان ...عنوان العيـادة : البحيرة – الدلنجات - بجوار موقف دمنهور القديم.. و الحجز مسبقاً .. مع تمانياتنا للجميع بالشفـاء العاجل .
 مدونة النفس و الايمان

هل الانتحار عدوى تصيب الشباب .. و قصة "تأثير فيرتر"

هل الانتحار عدوى بين الشباب .. و قصة "تأثير فيرتر"

بسم الله الرحمن الرحيم .. أهلاً بحضراتكم

أعجبنى جداً أثناء تجوالى على الشبكة العنكبوتية مقال يتحدث عن الاساس العلمي لــ" عدوى الانتحار" بين الناس عامة و الشباب خاصة ... فأحببت أن تشاركونى فيها العلم و الاعجاب....و المقالة الأساسية من موقع المحطة للكاتب سمير الشناوى باحث اقتصادي و عاشق لتبسيط العلوم..فهيا بنا نقرأ

 

"تحديدًا في عام ٢٠١١، تصاعدت حالات الانتحار بإشعال النار في النَّفس على إثر قيام الشاب التونسي “بوعزيزي” بإشعال النَّار في نفسه احتجاجًا على أوضاعٍ اجتماعيَّةٍ واقتصاديّةٍ ظالمة، حرقته قبل أنْ يحرق نفسه، مُشعلًا بذلك شرارة ثورات الربيع العربي. ولقد بدا لي الأمر آنذاك كأنَّه عدوى تنتقل من المنتحر إلى بقيّة الأشخاص الأكثر ميلًا للانتحار لأسبابٍ عديدة، والتي رصدها العديد من علماء الاجتماع المعنيين بدراسة هذه الظاهرة تحت مصطلحٍ عريضٍ اسمه تأثير التقليد copycat effect وتضم حالات التفجيرات الانتحاريَّة وإطلاق الرَّصاص في المدارس الأمريكيَّة، والانتحار الجماعي في الجماعات الدينية الغريبة بالمجتمعات الغربيَّة، فضلًا عن دور وسائل الإعلام في ترويج هذه الظاهرة.


وعلى الرغم من الرصد العلمي المبكر لظاهرة عدوى الانتحار، فإنَّها لم تخضع للدراسة بشكلٍ رسمي ومُحدَّد إلّا في عام ١٩٧٤، على أيدي عالم الاجتماع الأمريكي الشهير دافيد فيلبس والأستاذ بجامعة كاليفورنيا، والذي صاغ -توصيفًا لهذه الحالة- مصطلح “تأثير فيرتر Werther Effect”، وذلك في دراسة بعنوان “تأثير الإيحاء على الانتحار: التداعيات النظرية والواقعية لـ”تأثير فيرتر” Influence of Suggestion on Suicide: Substantive and Theoretical Implications of the Werther Effect”. ولقد برهن “فيليبس” بإحصاءاتٍ عديدة على صحة هذه الظاهرة، مؤكدًا على أنَّ التغطية الإعلامية الكبيرة وتكرار نشر التفاصيل الخاصة بحالات الانتحار تؤدي إلى زيادة حالات الانتحار؛ حيث يؤدي ذلك إلى تشجيع الفئات الهشَّة والأكثر عرضة لمخاطر الانتحار.

تأثير فيرتر: حكاية اسم

اختار “فيلبس” تسمية هذه الظاهرة باسم تأثير فيرتر Werther Effect على اسم “فيرتر” ذلك الشاب الرَّقيق المثقف بطل رواية “آلام فيرتر” التي صدرت الطبعة الأولى منها في عام عام ١٩٧٤، وهي من تأليف الكاتب الألماني العظيم (چوهان ڤولفانج جوته) مؤلف مسرحية “فاوست” كما تعرفون جميعًا. في هذه القصة، يقع الشاب فرتر في غرام امرأةٍ لسوء حظه زوَّجوها من شخصٍ آخر، فأصابه اليأس وشعر بعجزه عن الاستمرار في الحياة دون حبيبته، فقرر التخلص من حياته. ارتدى فرتر معطفًا أزرقًا وقميصًا أصفر، وانتعل حذاءها برقبةٍ طويلة (بووت)، وجلس على مكتبه أمامه كتابًا مفتوحًا، وأطلق الرَّصاص على رأسه في الساعة الحادية عشر تحديدًا.



وفي الأعوام التالية لصدور هذه الرواية، شهدت دول أوربيَّة حالات انتحارٍ عديدةٍ قام بها شباب بإطلاق النار على أنفسهم الساعة الحادية عشر مساءً، مرتدين نفس ملابس فيرتر، وهم جالسين على مكاتبهم وأمامهم كتاب “آلام فيرتر” مفتوحًا. وانتشرت هذه الظاهرة بشكلٍ مرعبٍ لدرجةٍ دفعت دول مثل: إيطاليا وألمانيا والدنمارك، إلى حظر تداول هذا الكتاب في ربوعها. والحقيقة أنَّ الأمثلة على تأثير فيرتر لا تقتصر على الشباب الأوربي في القرن الثامن عشر، بل هناك العديد من الأمثلة التي خضعت للدراسة في الأزمنة المعاصرة، والتي أودُّ أنْ أسرد عليكم بعضها:

تأثير فيرتر Werther Effect  لانتحار “مارلين مونرو”

عقب انتحار جميلة جميلات هوليود “مارلين مونرو” بتناولها جرعةٍ كبيرةٍ من المنشطات في شهر أغسطس عام ١٩٦٢، شهد شهر أكتوبر التَّالي لشهر انتحارها قيام ١٩٧ امرأة -أغلبهم شابَّات شقراوات- بالانتحار، وفقًا للطريقة والشكل الذي انتحرت به أيقونة السينما الأمريكيَّة...
......................................................................................................................................
اقتبسه لكم : د.صبحي زردق 2019

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق