الإحباط النفسي.. و خطره على الصحة ..جزء 2
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بالسادة الزائرين
ما من أحدٍ إلا و قد تعرض فى يوم من الأيام لحالة "الإحباط " و على الرغم من ذلك فهناك اختلافاً كبيراً و تنوعاً بين الناس فى درجة الإحباط كرد فعل سىء عقب ضياع أمل و الإخفاق فى تلبية رغبة من الرغبات.. فتعالوا لنناقش سوياً العوامل و الأسباب التى تزيد أو تقلل من شدة الإحباط ..
أولاً : عتبة الإحباط
حيث يختلف الناس من شخص لآخر فى عتبة و مقاومة الإحباط ، فهناك من الشخصيات من يتأثر سريعاً بأى إخفاق أو فشل يحدث فى حياته ، حتى و إن كان شيئاً بسيطاً ، وهو ما يُسمى فى علم النفس بـ" التحمُل الضعيف للإحباط " Low frustration tolerance.. و على العكس هناك من الناس من لا يتأثر كثيراً بعد الفشل أو الإخفاق فى شىءٍ ما ، و هو ما يُسمى فى علم النفس بـ"التحمُل العالي للإحباط " High frustration tolerance... و السبب فى هذا الإختلاف راجع إلى الإختلاف فى شخصية الفرد وفى قدرته على التكيف و استخدام الدفاعات النفسية المهدئة للنفس
ثانياً : قوة العائق
فكلما كان العائق الذي يحول بينك و بين ما تشتهيه كبيراً أو صعباً ،كلما كان الإحباط أشد ..لأن العائق الصعب قد يزرع فى قلب الإنسان "اليأس" من حل المشكلة و هو ما يزيد تأثير الإحباط و شدته
ثالثاً : شدة الرغبة
فكلما كانت الرغبة فى تحقيق هدف و الدافع إليه شديد ، كلما كان الإحباط أشد و أكثر تأثيراً على الشخص المحبط...
رابعاً : توافر بدائل
فكلما توافرت بدائل أمام الشخص ، كلما انفرجت الشدة و قل الإحباط ...فمثلاً إن كنت ترغب فى وظيفة ما ثم لم تتحصل عليها ،و لكن ظهرت لك فى نفس الوقت وظيفة أخرى..فإن ذلك سوف يخفف كثير من الإحباط الذى سببه الفشل فى الحصول على الوظيفة الأولى.
خامساً : التجارب السابقة
من المعروف أن التجربة الأولى و الفشل الأول هو أشد إحباط قد يمر به الإنسان ، و معروف أن الإنسان كلما مر بتجارب أكثر و أكثر كلما تعلم المزيد و المزيد من الخبرات و القدرة على التكيف و التأقلم ،وهو ما يساعد كثيراً فى تهوين المصيبة على الإنسان فى لحظات الإحباط ..
استودعكم الله
بقلم د.صبحي زردق
أخصائى الطب النفسي
2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق