أحدث المواضيع

أحدث المواضيع

إعلان خاص

عيـادة السيد الدكتور : صبـحي زُردق (مؤلف كتاب النفـس و الكرب ) .. لعلاج أمراض المخ و الأعصاب و الطب النفسي و الإدمان ...عنوان العيـادة : البحيرة – الدلنجات - بجوار موقف دمنهور القديم.. و الحجز مسبقاً .. مع تمانياتنا للجميع بالشفـاء العاجل .
 مدونة النفس و الايمان

لمـاذا يبتلينـا الله بالمصائب..اعرف لتهدأ

لمـاذا يبتلينـا الله بالمصائب ..اعرف لتهدأ

بسم الله الرحمن الرحيم

أهلاً بعزيزي الزائر

موضوع لماذا يبتلينا الله عز و جل بالمصائب .. هو موضوع هام نناقشه مع حضراتكم من منظور نفسـي و إيماني ..

فمن الهام جداً أن نعرف لماذا يبتلينا الله ...لأننا إذا عرفنا و عملنا بما عرفنا ..فلن يكون لتلك المصائب إلا  تأثير ضعيف على أنفسنا عند نزولها علينا، و بالتالى البُعد عن الإصابة بالأمراض النفسية و التى تجر ورائها الأمراض العضوية..

فتعالوا سوياً  لنتعرف أولاً على أنواع المصائب و الابتلاءات، كما جاءت فى القرآن ...

أنواع الإبتلاء فى القرآن

 وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)البقرة

و من الآية السابقة يتضح لنا أن البلاء قد يأتى على أحد الأشكال الآتية:

- الإصابة بالخوف: و القلق من أمور قد تحدث مستقبلاً

- الإصابة بالجوع : بسبب فقر أو مجاعات أو غيره

-نقص فى المال   : و هى الخسائر المالية ،سواء مال ناطق مثل الثروة الحيوانية ، أو مال نقدى (الفلوس) بسبب فشل مشروع أو غيره

-نقص فى الأنفس : بسبب مرض ينقص من أعضائها ،أو بسبب فقدان للأحبة : بالموت فى الحروب أوغيره

-نقص من الثمرات:بفساد المحاصيل بسبب حريق أو آفة زراعية ..أو غيره

و السؤال الآن: لماذا الإبتلاء ؟  

تعالوا سوياً لنعرف الإجابة على هذا السؤال العظيم،ليكون لنا وعياً معرفياً و سنداً إيمانياً نتقبل به قضاء الله و قدره بصدر رحب ، دون جزع و لا فزع حتى يصبح إيماننا طوق نجاة لنا من شباك المرض ..لذا يجب عليك أخي أن تعلم :

-أن الابتلاء سُنة ماضية : لابد أن يأتينا ويصيبنا مثلما أتى السابقين من قبلنا و أصابهم ..فلا تحزن ..فالابتلاء سنة ماضية تجرى على جميع البشر، الصالح و الطالح

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا ..(214)البقرة

يريد الله أن يعرف : هل أنت من الصابرين أم لا 

يقول تعالى :
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)آل عمران

-رفع الدرجات : مثل البلاء النازل بالأنبياء و الصالحين و الأخيار من عباده  كما قال النبي ﷺ: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل"

- تكفير السيئات : و يكون هذا لعباده الذين حادوا عن الصراط المستقيم و أسرفوا على أنفسهم بالمعاصي ..فيعجل الله لهم العقوبة فى الدنيا تخفيفاً عليهم فى الآخرة يوم الحساب قال تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ )الشورى:30

 - ليتضرع المسلم بالدعاء إلى الله   : و ليعد إلى طريقه الحق  و إلى صراطه المستقيم ،فإن الله تعالى يحب أن يُسأل . قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ(42)الانعام

- ليقدم الله لك خير لم يكن ليحدث و لم تكن لتعرفه لولا وقوع تلك البلية أو ذاك، كما حدث فى حادثة الإفك حيث قال الله تعالى للمؤمنين
(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ) النور 11 و ذلك حتى يطمأنهم و يكشف لهم المنافقين المنسدين بينهم...و أيضا و لنفس المعنى يقول الله تعالى
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]

الخلاصة

بذلك يكون ابتلاء الله هو خير للمسلم فى جميع أحواله ، فالصالحون بالإبتلاء يزدادوا درجات و رفعة عند الله ،و الطالحون العاصون يكفر الله عنهم سيئاتهم بتعجيل العقوبة لهم فى الدنيا ...

اللهم انى أسألك العفو و العافية

بقلم د.صبحي زُردق 

أخصائى الطب النفسي

2018

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق