أحدث المواضيع

أحدث المواضيع

إعلان خاص

عيـادة السيد الدكتور : صبـحي زُردق (مؤلف كتاب النفـس و الكرب ) .. لعلاج أمراض المخ و الأعصاب و الطب النفسي و الإدمان ...عنوان العيـادة : البحيرة – الدلنجات - بجوار موقف دمنهور القديم.. و الحجز مسبقاً .. مع تمانياتنا للجميع بالشفـاء العاجل .
 مدونة النفس و الايمان

من مفاتيح السعادة فى السُنة : من أصبح منكم آمناً...

من مفاتيح السعادة فى السُنة : من أصبح منكم آمناً...
بسم الله الرحمن الرحيم ..أهلاً بحضراتكم

فى أيام تغيرت فيه أمزجة معظم الناس ،حتى أصبح منا من هو غير راضٍ عن عمله ،أو مصدر دخله الضعيف ،و منا من هو غير راضٍ عن زوجته ، أو ابنه ، أو غير راضٍ عن نسبُه و فصيلته ،أو غير راضٍ عن سيارته أو منزله ..و هكذا اصبحت صفة "عدم الرضا" هى السائدة عند معظم الناس..
فتعالوا لنتعرف سويا على المقومات الأساسية للسعادة ، تعالوا لنتعرف على السعادة فى أبسط صورها ..من خلال حديث نبوي واحد ..

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) رواه البخاري
 المعنى الشرعي

من موقع الاسلام سؤال و جواب : يقول المباركفوري رحمه الله في شرح هذا الحديث :
" قوله : ( من أصبح منكم ) أي : أيها المؤمنون . ( آمناً ) أي : غير خائف من عدو .
( في سِربه ) أي : في نفسه ، وقيل : السرب : الجماعة ، فالمعنى : في أهله وعياله . وقيل بفتح السين أي : في مسلكه وطريقه ، وقيل بفتحتين أي : في بيته . كذا ذكره القاري عن بعض الشراح . وقال التوربشتي :
( معافى ) اسم مفعول من باب المفاعلة ، أي : صحيحاً سالماً من العلل والأسقام .
( في جسده ) أي : بدنه ظاهراً وباطناً . ( عنده قوت يومه ) أي : كفاية قوته من وجه الحلال . ( فكأنما حيزت ) : بصيغة المجهول من الحيازة ... قال القاري : أي : بتمامها ، والحذافير الجوانب ، وقيل الأعالي ، واحدها : حذفار أو حذفور . والمعنى : فكأنما أُعطي الدنيا بأسرها "
انتهى
 البُعد النفسي
قسم علماء الطب النفسي الضغوط النفسية إلى صنفين بحسب مصدر قدومها ..
 الأول :هى الضغوط الخارجية 
و التى منها شدة الحرارة ، تلوث الجو ، الحروب الأهلية ، الأعاصير ،الزلازل ، الخوف من القتل و جميع التهديدات الخارجية  ..و هى الضغوط التى أشار إليهاالحديث فى قوله "آمناً فى سربه"
الثاني : هى الضغوط الداخلية
و التى تشمل المرض و الألم النفسي أو الجسدى أو الجوع ،و هى الضغوط التي أشار إليها الحديث الشريف فى قوله "معافى فى جسده ،عنده قوت يومه

و نفس المعنى نجده فى قوله تعالى ( الذي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4) قريش ...فالجوع شعور داخلى مؤلم يصاحبه الرغبة الشديدة فى البحث عن طعام ..و هو ما يُسمى فى العصر الحديث بـ"الأمن الغذائي" و بالتالى فإن توفر الغذاء عند الإنسان ،حتى لو كان ليوم واحد ، لهو من دواعي سرور النفس و اسباب سعادة الإنسان فى أى مكان على الأرض

أما الشعور بالخوف فهو الشعور الذى ينشأ نتيجة وجود تهديد خارجي على الأغلب ..مثل الخوف الذى تملك سيدنا موسى عليه السلام عندما خشى من أن يدركه جند فرعون فيقتلوه كما قتل نفساً من آل فرعون بالأمس ..و بالتالى فإن عدم وجود خوف لهو من اسباب سعادة الإنسان و هو ما يسمى حالياً بـ" الأمن النفسي"
الخـلاصة
يرشدنا النبي الكريم إلى أن مقومات السعادة بسيطة جداً ،و هى فى ثلاث أشياء :بيت آمن من خوف ،قوت يوم واحد و اليوم الثاني يضمنه الله عز وجل لعباده المتوكلين ، صحة و عافية...لأنه ببساطة لا قيمة لمال كثير عند رجل قد سلب الله منه نعمة الصحة فلا ينام الليل بسبب مرضه ،و لا قيمة لكثرة أولاد عند رجل يبيت خائفاً عليهم ..و هكذا
............................................
بقلم د.صبحي زُردق
أخصائى الطب النفسي 2019


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق