أحدث المواضيع

أحدث المواضيع

إعلان خاص

عيـادة السيد الدكتور : صبـحي زُردق (مؤلف كتاب النفـس و الكرب ) .. لعلاج أمراض المخ و الأعصاب و الطب النفسي و الإدمان ...عنوان العيـادة : البحيرة – الدلنجات - بجوار موقف دمنهور القديم.. و الحجز مسبقاً .. مع تمانياتنا للجميع بالشفـاء العاجل .
 مدونة النفس و الايمان

الانهيار العصبى و الإيمان.....د.صبحى زُردق

الانهيار العصبى و الإيمان.....د.صبحى زُردق

بسم الله  الرحمن الرحيم

أهلا بك عزيزي الزائر

اضغط هنا ستجد كل ما يخص الانهيار العصبى و دور الايمان الكبير فى حدوثه

بسم الله الرحمن الرحيم

أهلاً بحضرات الزائرين

تعريف : الإنهيار العصبى

عرفنا من إحدى المشاركات السابقة أن الإنهيار العصبى ليس بمرض معين و لكنه عرض أو أكثر من الاعراض النفسية أو العصبية المفاجئة و المؤقتة  ،تحدث إثر التعرض لصدمة فاقت إحتمال الشخص....

و الانهيار العصبى إذا أردنا  أن نقسمه بحسب الأعراض ،فمن الممكن تقسيمه إلى نوعين:

الاول :انهيار عصبى هياجى،حيث يأتى على شكل هياج فى واحد أو أكثر من  وظائف النفس أو الجهاز العصبى،مثل صراخ عارم،تسارع الأنفاس ، تشنج بالاصابع أو اليدين،تشنج جسمى كاذب،رعشة باليد ، تنميل أو حرقان بالجلد)

الثاني : انهيار عصبي فقداني، حيث ييأتى فى شكل فقد فى واحد أو أكثر من وظائف النفس أو الجهاز العصبي، مثل فقدان الوعي ،فقدان النطق ،فقدان الحركة ،فقدان الاحساس فى الجلد ،فقدان البصر أو السمع،السبات و التبلد ،الانطواء و عدم الاستجابة

هل الانهيار العصبي يدل على ضعف فى الإيمان 

قبل الإجابة على هذا السؤال ، يتطلب الأمر منا الوقوف على الأسباب الرئيسية وراء الإنهيار العصبي عموما ...و بحكم تخصصى فى الطب النفسي، نستطيع تلخيص ذلك فى ثلاث أسباب هـى: 

1- إما بسبب صدمة أو فاجعة تفوق طاقة احتمال البشر عموما

مثل حدوث الكوارث الطبيعية المهددة للحياة

2- و إما بسبب وهن و ضعف بالشخصية..و السبب عادي 

مثل الاصابة باضطراب الشخصية الهستيرية (الواهنة)، أو مرض الإكتئاب ، ضعف الإيمان

3- و إما وجود العاملين السابقين معاً.

و بناء على ما سبق نستطيع أن نقول أنه ليس من الحتمي أن يكون الإنهيار العصبى  هو بسبب ضعف فى الإيمان  ... لأن هناك عامل آخر يجب وضعه فى الاعتبار آلا و هو وجود مااسماه القرآن بــ" الكرب العظيم " الذى يفوق فزعه و شدته قدرة تحمل البشر عموما... حتى و لو كان نبيا من الأنبياء..دل على ذلك موقف كليم الله موسى عليه السلام عندما تجلى ربه للجبل ..فرأى موسى بأم عينه كيف أن الجبل العظيم انهاروانخسفت به الأرض..و هى اللحظة التى انهارت عندها درجة الوعى، فخر ساقطا على الأرض مغشيا عليه و ذلك بحكم طبيعته البشرية و لا عيب فى ذلك و لا علاقة له بالإيمان ..و لما استفاق من غيبوبته تواصل مرة أخرى مع ربه عز و جل ..قال تعالى واصفا للمشهد
فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا {الأعراف:143}

 و هناك مثال آخر فى القرآن للكرب غير المحتمل ..آلا و هو موقف هول و زلزلة الساعة التى لن يستطيع أحد من البشر تحملها ،فهو كرب غير محتمل سوف يؤدى إلى ظهور أعراض لا تصدق، لمن يعاصره و قتها ،و هو ما بينه القرآن فى قوله

  يوم ترونها تذهلُ كل مرضعةٍ عما أرضعت و تضع كل ذات حملٍ حملها و ترى الناس سكارى و ما هم بسكارى و لكن عذاب الله شديد  (2)الحج

إذاً فالانهيار العصبى قد يحدث رغم وجود الايمان الصادق ....

الايمان و اليقين .. و الوقاية من الإنهيار العصبى

و هذا العلاج هو مبدأ نبوي ، مقتبس من الدعاء (.. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا..) و اليقين هو أعلى درجات الإيمان الراسخ،حيث يخبر الإنسان عما غاب عنه و كأنه قد شاهده

ففى الأمراض العضوية يقولون أن الوقاية خير من العلاج..و كذلك هنا فى الطب النفسي ..ففى نظرى أن الإيمان الصادق هو درع المؤمن الواقى و الأساسي ضد ما يستقبل من صدمات ومصائب.. 

فلكل قلعة سور عالٍ يحميها من شر الغزاة و هجمات الأعداء ..فكذلك الإيمان هو سور عالٍ حول "نفس المؤمن" يقيها من شر الأحداث و مصائب الزمان

 ..فتعالوا لنتعرف على القواعد الايمانية التى إذا عملنا بها كانت لنا بمثابة الدرع الواقى من الصدمات و الانهيارات  :

القاعدة الأولى:الايمان يمنح المسلم المرونة و التكيف المطلوبان عند نزول المصائب..و بالتالى لا يُكسر .. أما الكافر فالعكس ، يكسر من أقل مصيبة..و هناك حديث شريف يدل على هذا المعنى بحذافيره و هو: 
عن كعب بن مالك قَالَ: قَالَ

: (مثل المؤمن :كمثل الخامة من الزرع ،تُفيئُها الريح ، تصرعها مرة و تعدلها أخرى ،حتى تهيج ، و مثل الكافر كمثل الأرزَة المُجذية على أصلها، لا تُفيئُها شىء ،حتى يكون انجعافها مرة واحدة )

المعانى : (الخامة ) هى الطاقة و القصبة اللينة من الزرع ، و (الانجعاف) هو الانقلاع ...

القاعدة الثانية:  الصبر و خاصة فى الساعات و الأيام الأولى من الصدمة.. هو الأهم..لأن فى هذه الساعات تهدأ حرارة المصيبة و يهدأ روع الانسان... وهو ما يجعل المصيبة تمر  بسلام

و إليك هذه القصة...

 فقد رأى النبى صلوات الله عليه امرأة تبكي صبيًا فنصحها فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمثل مصيبتي، فلما أخبرت أنه الرسول ﷺ ذهبت إليه في بيته فلم تجد عند بابه بوابًا فاستأذنت عليه وأخبرته أنها لم تعرفه، فقال لها ﷺ: إنما الصبر عند الصدمة الأولى

  أى عند بداية و أول المصيبة من موت قريب أو خبر بمرض ما ، أو مفاجأة بشيء يضر الإنسان يصبر ويحتسب فلا يجزع ولا يتكلم بسوء ولا يفعل ما لا ينبغي عند الصدمة الأولى...فالانهيار قد يكون أحيانا علامة من علامات الجزع..و ذلك عند ضعيف الايمان ،ضعيف الشخصية

و لا ننسى هنا وصية لقمان الحكيم لأبنه و هو يعظة بموعظة الصبر  كما أخبرنا بها القرآن

(... واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )لقمان   17

القاعدة الثالثة : قد يكون ما يراه الانسان شرا ، هو خير له..فلا تتعجل بالجزع

و هى الحقيقة التى بينها القرآن العظيم و التى ان عملنا بها وقت سماع خبر سىء أو رؤية ما لا يسر ..لسوف ترتاح قلوبنا و يهون علينا المصيبة و الفاجعة ... قال تعالى (و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خيرُ لكم ...) البقرة 216

والقصص كثيرة فى ذلك

1- قصة وفاة ابى سلمة ..وزواج أم سلمة بالنبي


قالت أم سلمة لأبي سلمة: بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة، ثم لم تزوج إلا جمع الله بينهما في الجنة، فتعال أعاهدك ألا تزوَّج بعدي ولا أتزوج بعدك.

 قال: أتطيعينني؟ قالت: نعم،

 قال: إذا مت تزوجي، اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلاً خيرًا مني، لا يحزنها ولا يؤذيها

 فلما مات قلت: من خير من أبي سلمة؟

 فما لبث وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام على الباب فذكر الخطبة إلى ابن أخيها، أو ابنها فقالت: أرد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو أتقدم عليه بعيالي، ثم جاء الغد فخطب..

و مغزى القصة ..أنه بعد وفاة زوجها الأول ..تخيلت أنه لا هناك أفضل منه سوف يتقدم لها ..و لكن حدث ما لم تكن تعلمه من خير آت لها مستقبلا ..و هو خطبة النبى لها ، أفضل ولد آدم 

2- قتل الخضر للطفل أثناء رحلته مع كليم الله موسى عليه السلام ، فرغم ما فى ذلك من شر مبين و محزن و مفجع للآباء ..إلا أنه بين لموسى العلة من ذلك و هو أن يبدل الله أبواه خير منه زكاة و أقرب رحما ..


{و أما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا و كفرا  (80) فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة و أقرب رحما } [الكهف: 80، 81]

3- قصة ثالثة :إلقاء إخوة يوسف عليه السلام له فى البئر العميق المظلم ..ويكفى ما فى ذلك من رعب و خوف من الموت ..إلا أن ذلك كان خير له فى دينه و دنياه ...فالتقطته قافلة ثم باعوه إلى عزيز مصر حيث تربى فى القصور ..و تعامل معاملة ابناء الملوك...و كلنا نعرف القصة

القاعدة الرابعة: كن متفائلا..و لا تيأس.. فإن بعد العسر يسر.. فلا تدرى ماذا سيحدث فى الساعات المقبلة ... فالامل يحي القلوب و يسكن الآلام...

و هو ما دعت له الآيات الكريمة (فإن مع العسر يسراً (5) إن مع العسر يسراً (6) الشرح
لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً{ 1 }الطلاق

القاعدة الخامسة: تقوى الله تخرج من الضائقات ...فعليك بالتحلي بها عند كل مصيبة  ..و هو يأتى مصدقا لقوله تعالى فى سورة الطلاق و من يتق الله يجعل له مخرجا (2)  و قوله (و من يتق الله يجعل له من أمره يسرا (4)

 

انتظر تعليقاتكم

د.صبحى زردق

اخصائى الطب النفسي

 

 

 


  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق