الكرب العظيم .. فى القرآن الكريم
أهلاً بالإخوة الزائرين
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بحضرات الزائرين
معنى الكرب
فى اللغة العربية : يقال كَرَبَ (الفعل) ،يَكرُب،كَربًا،وكُروباً، فهو كارِب و المفعول مَكروب، و الكَربُ: الغم والحزن يأخذ بالنفس و الجمع كروب
الفرق بين الحُزن و الكَرب و الكآبة
فى اللغة العربية هناك فرق بين الحزن و الكرب والكآبة
فالحزن: هو تكاثف الغم و غلظه ،و هو مأخوذ من الأرض الحزن،أى الغليظة الصلبة
أما الكرب :فهو تكاثف الغم مع ضيق بالصدر
أما الكآبة أثر الحزن البادي على الوجه ومن ثم يقال علته
كآبة ولا يقال علاه حزن أو كرب
الفرق بين الهم و الغم و الحزن
يقول ابن القيم : أن الهم توقع الشر في المستقبل.... والحزن التألم على
حصول المكروه في الماضي أو فوات المحبوب.... وكلاهما تألم وعذاب يرد على الروح
...فإن تعلق بالماضي سُمي حزنا ، وإن تعلق بالمستقبل سُمي همًّا
الفرقُ بين الضيق والكرب
وهو أن الضيق: وضعٌ مستقر بمساحةٍ معينةٍ وحجم معين ووضع معين لا ينقص ولا يتضاءل.
بينما الكرب هو في تناقص وحركة مستمرة فكأنه ضغط يتزايد باضطراد أو فقير يتناقص دخله يوماً بعد يوم.
الفرق بين الكرب و الكرب العظيم
و هو موضوعنا الذى نرمي إليه ، فقد ورد الكرب بلفظه الصريح فى أربع مواضع فى القرآن الكريم ،نستطيع من خلال فهم معنايها أن نخلص إلى حقيقة الفرق بين الكرب و الكرب العظيم ، قال الله تعالى:
(قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ) (الأنعام:64) .
تفسيرالسعدى : أي من هذه الشدة الخاصة، ومن جميع الكروب العامة
( فنجيناه و أهله من الكرب العظيم) [الأنبياء76].
الطبرى : يَعْنِي بِالْكَرْبِ الْعَظِيم ، الْعَذَاب
الَّذِي أَحَلَّ بِالْمُكَذِّبِينَ مِنْ الطُّوفَان وَالْغَرَق فى زمن نوح عليه السلام.
وَالْكَرْب : شِدَّة الْغَمّ
(و نجيناه و أهله من الكرب العظيم ) [الصافات].
تفسير القرطبى : أي من الغرق، والكرب الغم الشديد
تفسير الطبرى : الْعَذَاب الَّذِي أَحَلَّ
بِالْمُكَذِّبِينَ مِنْ الطُّوفَان
وَالْغَرَق زمن نوح عليه السلام ، . وَالْكَرْب : شِدَّة الْغَمّ
(و نجيناهما و قومهما من الكرب العظيم ) [الصافات]
تفسير القرطبى: أى من الرق الذي لحق بني إسرائيل ، وقيل : من الغرق الذي
لحق فرعون.. و كذلك قال الطبرى فى تفسيره بأنه الغرق
و بناءً على ما سبق من تفسير ، نستطيع أن ندرك أن الكرب :هو الغم الشديد ..لكنه ليس قمة الغم و الشدة... و أن هناك "الكرب العظيم" :هو الدرجة القصوى من الكرب و الذى يكون فيه موت و خوف منه أياً كان السبب...
لذا نلاحظ أنه قد ورد فى الآيات السابقة مقترنا بالغرق فى البحر الذى نجى الله موسى ومن معه بينما اهلك فرعون و جنده ..و كذلك الغرق بالطوفان الذى احاط بالمكذبين من قوم نوح عليه السلام ،فكان الطوفان بالنسبة لهم كرب عظيم لأن فيه خطر الموت ...
و على ذلك فهناك " الكرب " ..و هناك "الكرب العظيم"....
و هناك فى القرآن مواقف أخرى لها نفس معنى "الكرب العظيم" و تحمل نفس الخطورة على الأرواح ..و هى :
1- البلاء المبين:
هو الاختبار العظيم الذى فيه كرب عظيم وهو يطلق على الابتلاءات التى يكون
فيه قتل أو ذبح أو هتك أعراض غالبا..و قد ورد اللفظ فى أكثر من موضع منها:
قال تعالى بسورة الصافات:
"وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك
نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين
فقال بسورة الدخان : (وأتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين ) الدخان
بسورة الأعراف:
"وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب
يقتلون أبنائكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم" الاعراف
2- زلزلزلة الساعة:
قال تعالى (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } الحج1
زلزلة عظيمة غير مسبوقة تذهل معها العقول و يشيب لها
الولدان و الكل في سكرة من الفزع و الهول العظيم حتى أن الحامل تضع حملها و المرضع
تنسى فلذة كبدها من هول و فزع الموقف..و لا خلاف على ان هذا هو نوع من أنواع الكرب العظيم الذى سيصيب بنى آدم أجمعين..لأن فيها دمار و هلاك و موت أجنة فى بطون أمهاتهم
3- الطامة الكبرى
(فإذا جاءت الطامة الكبرى﴾ النازعات 34
يوم القيامة لأنها تطم كل شئ وهي
النفخة الثانية
فالطامة هى المصيبة و الداهية و الكارثة العظمى التى لا يعلوها شىء..
4-النظر إلى الموت وهو قادم (معاينة الموت):
يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ
كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ) الانفال 6
و لا شك أن دخول الإنسان على من أو ما سيقتله هو من الكرب العظيم الذى ليس بعده كرب
فما أعظم القرآن الكريم..الذى لا تنتهى عطاياه ..و لا تنفد كنوزه
انتظر تعليقاتكم
د.صبحى زردق
اخصائى الطب النفسي
https://www.facebook.com/sobhy.ahmed.773
2018
انتظر تفاعلكم و تعليقاتكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق