أحدث المواضيع

أحدث المواضيع

إعلان خاص

عيـادة السيد الدكتور : صبـحي زُردق (مؤلف كتاب النفـس و الكرب ) .. لعلاج أمراض المخ و الأعصاب و الطب النفسي و الإدمان ...عنوان العيـادة : البحيرة – الدلنجات - بجوار موقف دمنهور القديم.. و الحجز مسبقاً .. مع تمانياتنا للجميع بالشفـاء العاجل .
 مدونة النفس و الايمان

من طبائع الإنسان فى القرآن ...الطبيعة (1)

من طبائع الإنسان فى القرآن ...الطبيعة (1)


بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بك عزيزي القارىء
يزخر القرآن الكريم بكثير من العلوم ،و من ضمن تلك العلوم "العلوم النفسية" حيث قد أشار فى أكثر من موضع إلى طبيعة النفس البشرية ،سواء كان من "محاسن" أو "مساوىء" ، أما المحاسن فقد مدحها و حضنا عليها ،و أما المساوىء و العيوب فقد ذمها و أمرنا بتزكية و تطهير النفس منها و ذلك فى قوله تعالى "(قد أفلح من تزكى) الأعلى14  و من معانى الآية  أن من تخلص من عيوب نفسه و انتصر على نواقصها ،ثم تحلى بفضائل الأخلاق و الإيمان الصادق ، فقد نجح و أفلح فى دنياه و فاز فى آخرته ..  
فتعالوا معاً نستخلص الطبائع التى أشار إليها القرآن الكريم ، حتى نأخذ بالحسن منها ،و نبتعد عن السىء ...و ذلك لكي نحدد الداء ، لأنه إذا عُرف الداء ، سهل  إيجاد و وصف الدواء.
طبيعة الإنسان (1)
تذكر الله فقط فى الضراء
قال تعالى (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)فصلت
تفسير السعدي:

 { وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ } بصحة، أو رزق، أو غيرهما { أَعْرَضَ } عن ربه وعن شكره { وَنَأَى } ترفع { بِجَانِبِهِ } عجبا وتكبرًا. { وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ } أي: المرض، أو الفقر، أو غيرهما { فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ } أي: كثير جدًا، لعدم صبره... فلا صبر في الضراء، ولا شكر في الرخاء، إلا من هداه الله ومَنَّ عليه

البُعد النفسي للآية

و رغم ما أشار إليه التفسير السابق من معنى ظاهر من أن هذا الإنسان سىء فى كل الأحوال ، حال الشدة و حال الرخاء ،إلا أنه هناك معنى نفسي أكثر عمقاً من هذا المعنى الظاهري ،ألا و هو أن هناك صنف من الناس "لا يتذكر الله إلا عند الضُر"

و بالفهم العميق للآية الكريمة نجد أن هذاالصنف من الناس قد تجمعت فيه كثير من الخصال السيئة و الكثير من عيوب النفس مثل :

- نسيان المُنعم فى الرخاء : فبئس الشخص من كان كثير النسيان للمنعـم وقت الرخاء،و هذا الشخص غالباً ما سيكون سلوكه هو نفسه مع من يُعامل  من البشر ...فلنحذر جميعاً من هذا الإنسان

- تذكر الله فقط فى الضراء: فالآية الكريمة توضح لنا أن الإنسان نفسه الذى كان منذ قليل غير مبالي بشكر ربه على ما أعطاه ،ها هو الآن إذا مسه السـوء تذكر ربه.. فبئس العبد من لم يتذكر ربه إلا فى الضراء ، أما فى الرخاء فهو ناسياً له...

- الكِبر و التعالي : و هى من أخلاق الشيطان ،فمن الناس من إذا أعطاه الله نعمه تكبر و أُعجب بنفسه ،و هذا التكبر قد امتدد للأسف إلى التكبر على المنعم ..لدرجة أن تكبره هذا قد حجب لسانه و منعه من النطق  و لو بكلمة "شكر" للرحمان الذى أعطاه النعمة..فما أشر "الكبر و التعالي"

العلاج النبوي

فالسؤال الآن : كيف الخلاص من تلك الصفة و الطبيعة السيئة..

و الإجابة : نجدها فى اتباع الهدى النبوي فى قول النبي صلوات الله عليه فيما رواه الإمام أحمد "..تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة.. " لأن هذا هو حال المؤمن الصادق ..أما الكافر أو المنافق فحاله هو معرفة الله عند الضُر فقط ...كإيمان فرعون عندما أوشك على الغرق فى البحر..

 الخلاصة

عليك أخى المسلم بتخليص و تزكية نفسك و تطهيرها من الصفات الثلاث التى أشارت إليها الآية الكريمة و هى نسيان الشكر للمنعم ، الكبر و التعالي ، اللجوء إلى الله فى الضراء فقط ...

اللهم طهر قلوبنا من كل عيب

د.صبحى زُردق

أخصائى الطب النفسي

2018


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق