من طبائع الإنسان فى القرآن .. الطبيعة (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا بالسادة الزائرين
قال تعالى
كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) الأنفال
( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ... ) الأنفال 7
إحدى الطائفتين: إما العِير(القافلة) و إما النفير (جيش المشركين)
ذات الشوكة : و المقصود عِيـر(قافلة) ابي سفيان
تفسير الجزائري
وبيان ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه أن عـيراً لقريش تحمل تجارة قادمة من الشام في طريقها إلى مكة وعلى رأسها أبو سفيان بن حرب.. فانتدب النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه للخروج إليها عسى الله تعالى أن يغنمهم إياها ، لأن قريشاً صادرت أموال بعضهم ، وبعضهم ترك ماله بمكة وهاجر . فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأثناء مسيره أخبرهم أن الله تعالى وعدهم إحدى الطائفتين ، لا على التحديد ، جائز أن تكون العير ، وجائز أن تكون النفير الذي خرج من مكة لحماية العير ... فلما بلغ الرسول نبأ نجاة العير ، وقدوم النفير ، استشار أصحابه فوافقوا على قتال المشركين ببدر وكره بعضهم ذلك ، وقالوا : انا لم نستعد للقتال فأنزل الله تعالى هذه الآيات { يجادلونك في الحق بعد ما تبين }
طبيعة الإنسان (2)
من الآيات و من التفسير السابق نستطيع أن نستخلص طبيعة جديدة من طبائع الإنسان و طبائع النفس البشرية ، ألآ و هى :
الإنسان يميل إلى كل مغنم بلا مغرم
فهناك عيـر (قافلة بها غنائم) مع ابى سفيان سهل الحصول عليها(غير ذات الشوكة) لقلة عدد من كان مع ابى سفيان ... و هناك النفيـر (جيش المشركين) الذى خرج لإنقاذ ابي سفيان من أيدى المسلمين ، فلما نجت العـير ، وافق اصحاب النبي على مواجهة و ملاقاة النفير..إلا فئة قليلة منهم قد كرهوا القتال لعدم استعدادهم نفسياً لذلك ،أو لخوفهم من الهزيمة أولكراهية المشقة و الجراح التى تنتظرهم فى أرض المعركة..حيث كانوا يميلون بقلوبهم إلى مهاجمة القافلة الضعيفة و الحصول على الغنائم ، حيث أنها مغنم بلا مغرم...
استودعكم الله
بقلم د.صبحي زردق
أخصائى الطب النفسي
2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق