مرض رهاب المجتمع ..و علاجه البسيط فى الإسلام

مرض رهاب المجتمع ..و علاجه البسيط فى الإسلام

  بسم الله الرحمن الرحيم

أهلاً بالسادة الزائرين

دعا الإسلام و أوصى فى أكثر من موضع إلى أمور من شأنها تحقيق الإندماج و الأُلفة بين أفراد المجتمع و بعضهم البعض، حتى لا يتكون عند فرد منهم حاجز الخوف من الناس أو الخوف من انتقادهم و أذاهم ، بل دعانا إلى الصبر على ذلك الأذى منهم إن وجد ،و هو ما يدفع إلى مواصلة الحياة و عدم تجنب الناس أو الخوف من التعامل معهم، هذه الأمور هى مثل :

1- التشجيع على صلة الأرحام ،و زيارة الأقارب و الأهل .. والذى هو بمثابة تدريب عملي من شأنه تشجيع مريض "رهاب المجتمع" على التعايش و التعامل مع الناس دون رهبة.

2-إفشاء السلام و رده على من نعرف و من لا نعرف: و هو ما يزيل و يقلل من رهبة التعامل مع الناس و خاصة الغرباء منهم و هذا هو ما ينقص مريض الرهاب الإجتماعي

3-إطعام الطعام : للمساكين و الفقراء و أيضاً للضيف حتى و لو كان شخصاً غريباً لأول مرة نقابله ، و هو ما يزيل رهبة الأكل أمام الغرباء و هى الصفة التى يعانى منها أصحاب الرهاب الإجتماعي

و كل ما سبق جاءت الدعوة إليه فى حديث واحد فى قول النَّبِيَّ ﷺ : "أيها الناس أطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام "

وفى حديث آخر "أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ..."

4-التشجيع على أداء صلاة الجماعة ، فمن الصعب أن يخاف رجل أو شاب من الناس وهو يصلى في المسجد بين من يعرف منهم و من لا يعرف .. لذا حض الإسلام على صلاة الجماعة و أجزل لها الثواب ،و ذلك لزيادة الحرص عليها ، و التمسك بها و بالمساجد الجامعة للمسلمين،و ذلك فى قول النبى صلوات الله عليه :
“صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفَذِّ بسبع وعشرين درجة” رواه البخاري..فأيضا ذلك يقلل من رهبة الدخول على أُناس جالسين ، و التى يعانى منها صاحب الرهاب الإجتماعي.

5- رد السلام : و هو ما يزيد الأولفة بين الناس فى المجتمع المسلم ،و يقلل فى الوقت ذاته الشعور بالخوف منهم ...و هو ما يعنيه مريض " رهاب المجتمع"

6-عيادة المريض فى المنزل أو فى المستشفى ، و هو ما يكسر حاجز الخوف من الدخول على الناس ،و هو ما يعانى منه بالضبط صاحب رهاب المجتمع

7-اتباع الجنائز : فكيف لرجل أن يخاف من الناس و هو يؤدى حق أخيه المسلم فى اتباع الجنازة بين جمع غفير من الناس..فلا شك أن تكرار هذا الفعل على مدار الأيام قادر على إزالة الخوف من قلب مريض رهاب المجتمع

8- إجابة الدعوة : فإجابتك لدعوة أخيك لحضور حفل زفاف أو عقيقة أو غيره هو بمثابة تدريب عملي لكسرحاجز "الخوف من الناس"  داخل الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي

9- تشميت العاطس : و فيها تشجيع و تعزيز لروح "المبادرة" وبدء الحديث مع الآخر،وهى الصفة التى يفتقدها أصحاب رهاب المجتمع

و كل ما سبق جاء فى حديث واحد هو

  ((حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس) متفق عليه

10- التشجيع على مخالطة الناس وأنها الأفضل ، والصبر على إنتقادهم و أذاهم إن وجد ..و قد جاء ذلك صريحاً فى قول النبي ﷺ "
( الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ )الترمذي - و هو ما يذِم حب النفس للإنزواء و الإنطواء عن المجتمع و يشجع على الإختلاط ، و ايضاً هو ما يعالج الخوف من النقد السلبي من الناس ،من خلال دعوة الحديث بالصبر على أذى من نخالط ..و هو ما يحتاجه المريض بالرهاب الإجتماعي لإزالة حاجز التوتر الشديد عند مخالطة الناس و التعامل معهم ، ولا ننسى فى هذا المقام حديث آخر يدعونا إلى الإختلاط و الألفة فعن جابر قال: قال رسول اللهﷺ

: (المؤمن يأْلَف ويُؤْلَف، ولا خير فيمن لا يأْلَف ولا يُؤْلَف) فأي منا يحب أن يكون "لا خير فيه" ؟

فالحمد لله على نعمة الإسلام و كفى بها نعمة

استودعكم الله

د.صبحى زُردق

أخصائى الطب النفسي

2018