وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ ..البـُعد النفسي للآية

 وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ ..البـُعد النفسي للآية

بسم الله الرحمن الرحيم

فى رحاب قوله تعالى

(فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضُوا من حولك..)159 آل عمران

تفسير المحيط:

اللين: سهولة الأخلاق

الفظاظة : الجفوة فى المعاملة قولاً و فعلاً

الغلظ : و يُستعمل في قلة الإنفعال ،و قلة الإشفاق و الرحمة 

الإنفضاض : التفرق ..و يقال فضضت الشىء أي كسرته و فرقت أجزاءه.

البُعد النفسي للآية

1- جمعت الآية بين بُعدين متضادين من أبعاد النفس البشرية:

الأول: هو جانب اللين و الرفق و هو المشتق من رحمة القلب عند الإنسان...و اللين هو الخُلق الحميد الذى إذا تواجد فى الشخص تجمع الناس حوله و أحبوه و جالسوه و فضلوه على غيره..و هو ما يأتى مصدقاً لقول النبي "إن الرفق لا يكون فى شىء إلا زانه، و لا ينزع من شىء إلا شانه " مسلم

الثاني: و هو جانب غلظة القلب و فظاظة السلوك قولاً و فعلاً..و هى من الصفات و الأخلاق الذميمة للإنسان و التى إن تواجدت فى شخص ابتعد الناس عنه و كرهوه و انفضوا عنه، و فضلوا عليه غيره.

2- غلظة القلب تولد الجفاء و عدم الشعور بمعاناة من حولنا من الناس ..و هى الصفة المعروفة فى الطب النفسي  بـ"عدم التعاطف" Empathy و التى يعاني منها مريض "اضطراب الشخصية النرجسية " و مريض "اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع"

3- ما يظهر علينا من سلوك (مثل فظاظة الفعل و القول) هو ناشىء عن صفات داخلية فى النفس (مثل غلظة القلب ) و هو ما يسمى فى علم النفس بـ"الدوافع" Motives

استودعكم الله

بقلم د.صبحي زردق

أخصائى الطب النفسي

2018